♡1♡ شرفُ أهل العلم الشرعي:
إنَّ اللّه جلَّ جلاله شرّفَ أهل العلمِ الشرعي على
غيرهم فقالَ :
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}
[الزمر:9]
وبيّن أنه يرفعهم درجات فقال سبحانه:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
[المجادلة : 11]
وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأله الزيادة
في العلم لأنه زيادة في درجاته فقال سبحانه:
{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي
عِلْمًا} [طه : 114]
وأشد الناس خشية لله عز وجل هم العلماء فقال سبحانه:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ
مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28]
والمُراد هم أهل العلم
الشرعي ✅
العلم الذي جاءت به الرسل لإخراج الناس من الظلمات
إلى النور،
العلم الذي حواه كتاب اللّه العزيز.
♡2♡ العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم
وأشرف العلوم الشرعيّة هو العلم بأسماء الله الحسنى
وصفاته العلى؛
↙ لتعلُّقها بأشرف معلوم وهو [الله] سبحانه وتعالى.
والقرآن الكريم لا تكاد تخلو آية من آياته من صفةٍ
لله سبحانه أو اسم من أسمائه الحسنى.
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمه الله- :
والقرآن فيه مِنْ ذِكْرِ أسماء الله وصفاته وأفعاله،
أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنّة،
والآيات المتضمنة لِذِكْرِ أسماء الله وصفاته، أعظم
قدراً من آيات المعاد،
☀ فأعظم آية في القرآن
[آية الكرسي] المتضمنة لذلك،
-كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم- عن النبي
-صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأُبيّ بن كعب: "أتدري أيّ آية في كتاب الله أعظم"؟
قال: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
[البقرة : 255]
♡3♡ أثر العلم بأسماء الله
العلم بأسماء الله وصفاته ومعرفة معانيها
↩ يُحدِث خشية ورهبة في
قلب العبد
فمَن عرف أنَّ اللهَ بكلِّ شيء عليم، وأنَّه لا تخفى عليه خافية من أعمال العباد،
أشد خوفاً مِمَّن لا يعلم ذلك،
ومَن يعلم أنَّ الله لا يعجزه شيء وهو على كلِّ شيء
قدير
أتْقَى لله مِمَّن لا يعلم
وهكذا في سائر الأسماء والصفات،
ولهذا قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ}
[فاطر: 28].
فالعلم بالله سبحانه يدعو إلى محبته وخشيته ورجائه
والتوكل عليه والإنابة إليه
↩وفي هذا فوز العبد وسعادته
في الدارين.
ولا يمكن معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته
العلى وفهم معانيها.
♡4♡أهمية العلم بأسماء الله
العلمُ باللَّهِ -تعالى- هو أحد أركان الإيمان بل هو
أصلها وما بعدها تبعٌ لها.
✖وليس الإيمان مجرَّد
قول القائل (آمنت بالله) من غير علم بالله!
بل إنّ حقيقةَ الإيمان أن يَعرِفَ الربَّ الذي يؤمنُ
به؛ بل ويجب عليه أن يبذلَ جهدَهُ في معرفة أسمائه و صفاته حتى يبلغَ درجةَ اليقين.
والطريقُ الشرعي للعلم بالله و أسمائه و صفاته هو
((تدبُّر القرآن والسنة وفهمُ ما جاء فيهما))
ثمَّ إنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ ليعبدوه قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56]
ولا يمكن أن يعبدوه دون أن يعرفوه فلا بدَّ من معرفتهم
له سبحانه ليُحقّقوا الغاية المطلوبة منهم والحكمة من خَلْقِهم.
والاشتغالُ بمعرفته سبحانه اشتغالُ العبدِ بما خُلِقَ
له، وتركه وتضييعه إهمالٌ لما خُلِقَ له.
قال أبو القاسم التيمي الأصبهاني في بيان أهمية معرفة الأسماء الحسنى :
"قال بعض العلماء:
أولُ فرضٍ فَرَضَه اللهُ على خلقه معرفته فإذا عرفه
الناس عبدوه
قال تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا
اللَّهُ} [محمد : 19]
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله و تفسيرها فيعظِّموا الله حقَّ عظمته".
قال :
"ولو أراد رجلٌ
أن يتزوجَ إلى رجل أو يزوّجّه أو يعامله طلب
منه أن يعرف اسمه وكنيته و اسم أبيه و جده و سأل عن صغير أمره وكبيره.
فاللهُ الذي خَلَقَنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف
من سَخْطَته أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق